لا تظهر عريشة للنَّظرةِ المُجرَّدَة، لكنَّها تختبئ بين سطور الحكايات. "عريشة" هي شخصيَّةٌ مُستَلهَمة من الهندسة المعمارية لبيوت العريش التقليدية. وهؤلاء الرُّحَّل ليسوا مُجرَّد بَدوٍ؛ إنهم رواة قصصٍ قديمة، وحَمَلَةُ تُراثٍ من الحكايات التي تُتَناقَل كالرِّمال، تذروها الرِّياح، لتنتشرَ عبر الصَّحراء الشاسعة.
تُمثِّل كلُّ عريشةٍ مثالًا عن العجائب المعمارية لمنازل العريش، التي تتشابك حكاياتها، وتسافر مع الرِّياح، لتبعث في نفوسكم الرَّاحةَ والسَّلام؛ شأنها شأن الظِّلِّ الذي تمنحه هذه المنازل؛ ليُمكِنَ تَفادي شمس الصحراء الحارقة. بأعينها التي تعكس ألوانَ غروب الشَّمس، وصوتِها الحَنونِ كصوت نسماتٍ هادئة؛ تَقف عريشة بلا كَلَلٍ، حاملةً في جَعبَتِها قصصًا ثمينةً كنسيم الصَّحراء اللَّطيف.
قصصها أكثر من مجرَّد حكاياتٍ؛ فهي تمدُّكَ بأمان المأوى والملاذ. سُكَّان العريش يعرفون أن الأمانَ لا يَكمُنُ فقط بين جدران البيوت، ولكن أيضًا بين أحضان الحكايات الحنونة. وحكاياتهم تبوح بأسرارِ الكُثبان الرَّمليَّة، والحِكمَةِ القديمة لِبَدْو الصَّحراء، وأرواح الَّذين اتَّخذوا هذه المنطقةَ وطنًا لهم.
في حضور عريشة تمتدُّ اللَّحظاتُ، وتتحوَّل إلى احتفالٍ دائمٍ بالرُّوح الصَّامِدة لفَنِّ الحَكي، لتُصبِح قصصُها الرِّياحَ الَّتي تَحمِلُ الأحلامَ، والأساسَ الَّذي شُيِّدَت فوقه مجتمعاتنا، والإرثَ الخالِدَ الَّذي يتردَّد صَداه عبر الزَّمَن. مع كلِّ قِصَّة، تدعوكم إلى البحث عن المأوى في نسيج الروايات الواسع، والمترابط؛ لتذكير الجميعِ بأنَّنا في القصص نكتشف الملجأ والرَّاحة، والمعنى الحقيقيَّ للمنازل.